هل يبكي الرجال؟؟
وكيف لا؟ من يقرأ صفحات التاريخ يجدها
ملأى بدموع رجال ما تخيلنا لحظة أنهم قد يبكون ..
هتلر....بعد الهزائم التي مني بها الجيش الألماني
بكى ورآه احد الجنود فلم يصدق ..قال له: أتبكي؟؟ فقال نعم.
بكى أبو عبد الله الصغير أحد ملوك الأندلس
عندما طرده الإسبان وقالت له أمه: ابك
كالنساء ملكاً لم تحفظه كالرجال..
بكى السنيورة عندما تحدث عن الدمار
الذي حل ببلده بعد هجوم إسرائيل..
وها هو التاريخ يصور لنا الامبراطور نابليون بونابرت
وهو يقف حداداً فوق ربوة إهرامات مصر الشامخة
مودعها قبل رحيله إلى فرنسا بدموع وداع المجد!!
فهل كل هؤلاء ضعفاء؟؟
تبقى دموعاً مقبولة لدى البعض؟؟ لكن هل يقبل
المجتمع فكرة أن يبكي الرجل على امرأة؟؟
تخبرني إحداهنّ أن أخاها بقي يبكي في الأيام الأولى
من زفاف الفتاة التي كان يحبها ولم يجمعه الله بها ..
كان يبكي كطفلٍ صغير، لكن لم أنظر إلى دموعه أنها
ضعف بل كانت دليل صدقه وإنسانيته العالية..
في حين يرى أحد الرجال أنّ البكاء حق مشروع لكلا الجنسين
ويقول لكني كرجل أرى من الضرورة أن يكبت الرجل
دموعه مراعاةً لنظرة المجتمع، فالمجتمع
غالباٍ ما لا يعترف بهذه الدموع ويعتبرها ضعفاً
لا سيما إذا كانت من أجل امرأة!
نعم هذه هي ثقافتنا .. الربط بين الرجولة والعاطفة والدموع
كحلقاتٍ متنافرة، فبدلاً من أن ننظر أن قيم الرجولة
هي الوفاء والاخلاص والصدق والكلمة الطيبة
نحصرها في مفاهيم ساذجة وسطحية وخاطئة ..
فالرجل في أذهاننا حتى يكون معترفاً به كرجل
لا بد أن يضغط على عاطفته منذ الصغر
وإن تمكن من إلغائها فهو الأفضل، يدربونه
أن الدمعة معيبة له، لينشأ على هذه الأفكار
ويتحول في المستقبل إلى مجرد آلة مصنوعة
من الحديد وفيما بعد تدفع المرأة ثمرات تربيته
اللا متوازنة لنكون أمام زوجين متنافرين
قد لا ينسجمان أبداً لعجر الرجل على إشباع
عاطفة المرأة الفطرية .. وفي النهاية يكون
الضحية الأكبر هم الأطفال اللذين
يكبرون بين شخصيتين متناقضتين..