بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان والوهـم الكبيـر ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
بساط مسخر لحين .. وفي غفلة يدعي الإنسان ملكيته .. فيجعل منه حدوداً ووطناً وبلداً ليذود عنه ويحارب ويستميت .. ثم لا يكون الدوام فيرحل .. ليأتي آخرون ليتنافسوه كمن سلف .. والأرض تضحك من مخلوق لا يتعظ ولا يتعمق .. ولا يقف لحظة ليراجع المسار .. البساط هو نفس البساط .. وفقط تتغير المعالم في أذهان الناس بمفهوم الملكية والأحقية .. دولة هنا ودولة هناك .. وذات يوم دولة كانت هنا ودولة كانت هناك .. وغداً سوف تكون دولة هنا ودولة هناك .. معارك وهمية يوجدها بنـو الإنسان ليثبت حقوقاً هي غير ملزمة وغير دائمة .. بالأمس كانت لأحدهم واليوم صارت لأحدهم وغداً سوف تكون لأحدهم .. وفي النهاية هي ليست لأحدهم .
تقول الأرض : (يا ابن آدم أنا خلقت في الكون مثلك ولكني خلقت قبلك .. ثم جئتني بأوهامك .. لتعبث بخيالك .. وتدعي ما ليس لك .. فتدعي ملكي وأنا ملك خالقي .. أمـدك بكل شئ بمشيئة الله .. ومن العدم تكون منـي بمشيئة الله .. ثم أمدك لتبني جسمك بمشيئة الله .. ثم سخرت لك لتسرح وتمرح فوقي كيف تشاء بمشيئة الله .. وفي النهاية سوف استرد كل شئ مني لك بمشيئة الله .. بما في ذلك أنـت لتكون في جوفي .. ولو كان لأحد أن يدعي الملكية لكان من حقي ولكن الملك للواحد القهـار) .. لو علم أهل الألباب تلك الحقائق ما تنافسوها من أجل دنيـا زائفة .. بل تنافسوها من أجل عقيدة لا تعرف الحدود ولا تعرف الأعراق .. فسـحة نور تنتشر فوق بساط غير معلم بالإشارات .. صوت مؤذن في أقصى الأرض يقابله صوت مؤذن في أدنى الأرض .. ثم تلتقي أصوات النداء متحدياً تأشيرات الدخول والخروج .. هنا الإنسان أوجد من أجل هدف أسمى .. همه الدعوة وإعلاء كلمة التوحيد متى ما تواجد آخرون فوق البساط .. غير آبه بالمسميات والحدود والموانع التي تفرق الإنسانية .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )