بسم الله الرحمن الرحيم
الـزعماء والقـول في الميـزان ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
كثيرة تلك الوعود التي تقترن بالقسم وبالتوكيد من الزعماء .. وخاصة في لحظات حماس والتقاء بالجماهير .. حيث ينالون بها التصفيق والتهليل .. وتلك وعود مسئولة هنا في الدنيا ومسئولة هناك في الميزان .. ولكن القلة من تلك الوعود هي التي تتم في الغالب .. وبالأمس رأينا زعيماً يقف وسط جماهيره مصراً ومكرراً القول بأنه لن يكون له وفاق مع عدو متى ما أوجد العدو أسيراً في سجونه .. وتلك مقولة كبيرة جداً في المقام .. ويحتاج من الزعيم أن يكون بذاك القدر الكبير بالالتزام .. والماضي كئيب ومخذي جداً في مقادير التنازلات .. أما إذا كانت تلك التصريحات فقط من أجل امتصاص الغضب من جماهير تطالب بحق مشروع فنقول كفانا شعارات الوعود .. ودعوا الجماهير تعبر عن شعورها وإحساسها بصدق كيف شاءت دون أن تدنس ساحتها مكابح الغش والخداع والوعود .. فهي أي الجماهير حتى في محنتها لا يسمح لها بحرية البكاء .. وذاك ظلم ما بعده ظلم .. وتلك حالة تعايش مثلها الأمة العربية في كثير من البلاد .. وعود من الزعماء فقط لإسكات الحق وإخراس الأصوات لحين .. فهم في حضرة الجماهير لهم شان وفي حضرة القرارات لهم شأن آخر .. فاتقوا الله .. وأعملوا أن الإمام راع وهو مسئول عن رعيته .. وفي الدنيا هناك إمكانية التنصل عن المسئولية بالتحايل ولكن كيف يكون الأمر عند الميزان ويكون القاضي فيه هو رب العالمين ؟؟ .. والخوف من الله أولى من الخوف من العـدو .. والشرف والمقام في زعيم يصدق شعبه ويكون صريحاً في خطواته .. إذا علم بنفسه عاجزاً في قضية تهم الأمة قال بعجزه صريحاً ولم يواري .. وإذا كان بدرجة حكيمة لنادى بما نادت به بلقيس قومها من قبل حيث قالت : ( يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ ) .. أما هنا فالشعوب ليست لديها نصيب في الأمور التي يجب أن تقطع .. ولكن لديها فرص البكاء والمعاناة وحتى في تلك الحالات يجب عليها ان تصفق لأحـدهم قبل ان تبـكي .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد